لليوم الثاني يواصل الإعلام القطري التكتم على ما حدث فجراً في الوكرة القطرية، ليدير ظهره للفيديوهات المتداولة والمعلومات التي تشير لحدوث انقلاب داخلي.
محللون يواصلون قراءتهم للمشهد القطري خصوصاً داخل القصر، ويسترجعون التاريخ الأسود والمليء بالانقلابات والعقوق والغدر والخيانة.
المحلل السياسي مبارك آل عاتي أوضح لـ«عكاظ» أن الانقلابات في قطر ليست مستغربة، وإنما القاعدة تؤكد أنه لتحكم البلاد في القطر لا بد أن تنجح بالانقلاب على الأمير الحاكم، ليتحول الانقلاب إلى أشبه بالبروتوكول لتسلم الإمارة في قصر الوجبة.
ويرى آل عاتي أن الانقلاب في قطر تحول إلى «جين متأصل» حتى أصبح عُرفاً في بيت الحكم القطري، الأمر الذي غيب أبرز قادة البلاد ودفع بمن ليس أهلاً له، مشيراً إلى أن قطر لها تاريخ حافل ومليء بالانقلابات داخل الأسرة، فمنذ أول انقلاب في الدوحة عام 1972 وقطر تعيش حالة عدم استقرار وتقلبات سياسية حادة جداً، خصوصاً بعد انقلاب حمد بن خليفة على والده عام 1995 ثم تغيير ولي عهده من جاسم بن حمد إلى تميم بن حمد عام 2003، لتكون قطر في حالة غليان سياسي جعلت البلاد في حالة مواجهة دائمة مع محيطها الخليجي والعربي، إلى أن تنازل حمد بن خليفة مرغماً لابنه تميم مع بقائه الحاكم الفعلي «عن بُعد».
ولفت إلى أن الأنباء المتواترة عن عملية انقلابية يقودها حمد بن جاسم أمر لم يكن مستغرباً ولا مستبعداً، بل إن الجميع كان ينتظر حدوث تغير في قصر الوجبة عبر انقلاب يقوده أحد أفراد آل ثاني.
فطبيعة العلاقة التي تربط تميم مع حمد بن جاسم تثبت أن الدوحة كانت تتوقع حدوث انفجار للعلاقة المتوترة بين الطرفين، مشيراً إلى أن كل طرف لديه توجس ومخاوف من الطرف الآخر، كما أن لكل منهما حليفاً داعماً وراعياً لأطماعه بشرط حفظ مصالحه في مستقبل الإمارة، طمعاً في أموال الغاز التي حُرم منها الشعب القطري الشقيق لصالح المرتزقة.
وأكد آل عاتي أن المؤشرات في الوكرة القطرية توحي بأن الأوضاع ستزداد اضطراباً، وأن «المحاصصة» في الحكم قد طغت على السطح، وما أذاقته قطر لعدد من الدول الشقيقة من دعم للانقلابات والزعزعة تتذوقه الدوحة اليوم أمام مرأى العالم، فبضاعتهم ردت إليهم.